قوله تعالى:{قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ} .
قرأ هذا الحرف عامة القراء السبعة غير حفص عن عاصم{قَالَ رَبِّ} بضم القاف وسكون اللام بصيغة الأمر .وقرأه حفص وحده{قَالَ} بفتح القاف واللام بينهما ألف بصيغة الماضي .وقراءة الجمهور تدل على أنه صلى الله عليه وسلم أمر أن يقول ذلك .وقراءة حفص تدل على أنه امتثل الأمر بالفعل .وما أمره أن يقوله هنا قاله نبي الله شعيب كما ذكره الله عنه في قوله:{رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} .وقوله{افْتَحْ} أي احكم كما تقدم .وقوله:{وَرَبُّنَا الرَّحْمَانُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} أي تصفونه بألسنتكم من أنواع الكذب بادعاء الشركاء والأولاد وغير ذلك ؛كما قال تعالى:{وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ} الآية ،وقال:{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ} الآية .وما قاله النَّبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قاله يعقوب لما علم أن أولاده فعلوا بأخيهم يوسف شيئاً غير ما أخبروه به ؛وذلك في قوله:{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} والمستعان: المطلوب منه العون .والعلم عند الله تعالى .
وهذا آخر الجزء الرابع من هذا الكتاب المبارك ،ويليه الجزء"الخامس "إن شاء الله
وأوله سورة ( الحج ) وبالله التوفيق .وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ا ه .