{ قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} .
{ قال} وقرئ{ قل}{ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ} أي افصل بيننا وبينهم بالحق .وذلك بنصر من آمن بما أنزلت ،على من كفر به ،كقوله تعالى:{ ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين}{ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} .أي من الكذب والافتراء على الله ورسوله .بنصر أوليائه ،وقهر أعداءه .وقد أجاب سبحانه دعوته ،وأظهر كلمته ،فله الحمد في الأولى والآخرة ،إنه حميد مجيد .
قال الرازي:قال القاضي:إنما ختم الله هذه السورة بقوله:{ قل رب احكم بالحق} لأنه عليه السلام كان قد بلغ في البيان لهم الغاية .وبلغوا النهاية في أذيته وتكذيبه .فكان قصارى أمره تعالى بذلك تسلية له وتعريفا أن المقصود مصلحتهم .فإذا أبوا إلا التمادي في كفرهم ،فعليك بالانقطاع إلى ربك ،ليحكم بينك وبينهم بالحق .إما بتعجيل العقاب بالجهاد أو بغيره .وإما بتأخير ذلك .فإن أمرهم ،وإن تأخر فما هو كائن قريب .و ما روي أنه عليه السلام كان يقول ذلك في حروبه .كالدلالة على أنه تعالى أمره أن يقول هذا القول ،كالاستعجال للأمر بمجاهدتهم .وبالله التوفيق .