وتتحدّث آخر آية هناوهي آخر آية من سورة الأنبياءكالآية الأُولى من هذه السورة عن غفلة الناس الجهّال ،فتقول حكاية عن النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في عبارة تشبه اللعن ،وتعكس معاناته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من كلّ هذا الغرور والغفلة ،وتقول: إنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد مشاهدة كلّ هذا الإعراض ( قال ربّ احكم بالحقّ ){[2584]} .وفي الجملة الثّانية يوجّه الخطاب إلى المخالفين ويقول: ( وربّنا الرحمن المستعان على ما تصفون ) .
إنّه في الحقيقة ينبّه هؤلاء بكلمة ( ربّنا ) إلى هذه الحقيقة ،وهي أنّنا جميعاً مربوبون ومخلوقون ،وهو ربّنا وخالقنا جميعاً .
والتعبير ب «الرحمن » ،والذي يشير إلى الرحمة العامّة ،يعيد إلى أسماع هؤلاء أنّ الرحمة الإلهية قد عمّت كلّ وجودنا ،فلماذا لا تفكّروا لحظة في خالق كلّ هذه النعمة والرحمة ؟
وتعبير ( المستعان على ما تصفون ) يحذّر هؤلاء بأن لا تظنّوا أنّا وحيدون أمام جمعكم وكثرته ،ولا تتصوّروا أنّ كلّ اتهاماتكم وأكاذيبكم ،سواء كانت على ذات الله المقدّسة ،أو علينا ،ستبقى بدون جواب وجزاء ،كلاّ مطلقاً ،فإنّه تعالى سندنا ومعتمدنا جميعاً ،وهو قادر على أن يدافع عن عباده المؤمنين أمام كلّ أشكال الكذب والافتراء والاتهام .