وكذلك إذا رأيتم أنّ العقوبة الإلهيّة لا تحيط بكم فوراً ،فلا تظنّوا أنّ الله سبحانه غير عالم بعملكم ،فلا أعلم لعلّه امتحان لكم: ( وإن أدري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين ) ثمّ يأخذكم أشدّ مأخذ ويعاقبكم أشدّ عقاب !
لقد أوضحت الآية في الواقع حكمتين لتأخير العذاب الإلهي:
الأُولى: مسألة الامتحان والاختبار ،فإنّ الله سبحانه لا يعجّل في العذاب أبداً حتّى يمتحن الخلق بالقدر الكافي ،ويُتمّ الحجّة عليهم .
والثّانية: إنّ هناك أفراداً قد تمّ اختبارهم وحقّت عليهم كلمة العذاب حتماً ،إلاّ أنّ الله سبحانه يوسّع عليهم النعمة ليشدّد عليهم العذاب ،فإذا ما غرقوا في النعمة تماماً ،وغاصوا في اللذائذ ،أهوى عليهم بسوط العذاب ليكون أشدّ وآلم ،وليحسّوا جيداً بألم وعذاب المحرومين والمضطهدين .