قوله تعالى:{الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا اللَّهُ} .تقدم ما يوضح هذه الآية من الآيات في سورة براءة في الكلام على قوله:{وَمَا نَقَمُواْ إِلاَ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ} .
قوله تعالى:{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ} .
بين الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه أقسم لينصرن من ينصره ،ومعلوم أن نصر الله إنما هو باتباع ما شرعه بامتثال أوامره ،واجتناب نواهيه ونصرة رسله وأتباعهم ،ونصرة دينه وجهاد أعدائه وقهرهم حتى تكون كلمته جل وعلا هي العليا ،وكلمة أعدائه هي السفلى .ثم إن الله جل وعلا بين صفات الذين وعدهم بنصره لتمييزهم عن غيرهم فقال مبيناً من أقسم أنه ينصره ،لأنه ينصر الله جل وعلا:{الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ في الاٌّرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَواةَ وَآتَوُاْ الزَّكَواةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ} [ الحج: 41] وما دلت عليه هذه الآية الكريمة: من أن من نصر الله نصره الله جاء موضحاً في غير هذا الموضع كقوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [ محمد: 7-8] وقوله تعالى:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [ الصافات: 171-173] وقوله تعالى:{كَتَبَ اللَّهُ لاّغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى} [ المجادلة: 21] وقوله:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الاٌّرْضِ} [ النور: 55] .إلى غير ذلك من الآيات