{فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} .
دلَّت هذه الآية الكريمة على أمرين:
الأول منهما أن الكفّار يوم القيامة ،يتمنّون الردّ إلى الدنيا ،لأن{لَوْ} في قوله هنا:{فَلَوْ أَنَّ لَنَا} للتمنّي ،وال{كَرَّةٌ} هنا: الرجعة إلى الدنيا ،وإنهم زعموا أنهم إن ردّوا إلى الدنيا كانوا من المؤمنين المصدقين للرسل ،فيما جاءت به ،وهذان الأمران قد قدّمنا الآيات الموضحة لكل واحد منهما .
أمّا تمنّيهم الرجوع إلى الدنيا ،فقد أوضحناه بالآيات القرآنية في سورة «الأعراف » ،في الكلام على قوله تعالى:{أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [ الأعراف: 35] .وأمّا زعمهم أنهم إن ردّوا إلى الدنيا آمنوا ،فقد بيّنا الآيات الموضحة له في «الأعراف » ،في الكلام على الآية المذكورة ،وفي «الأنعام » ،في الكلام على قوله تعالى:{وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [ الأنعام: 28] .
قوله تعالى:{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [ 105] الآيات .