والمراد بالدين هنا الجزاء ،أي وإن الجزاء يوم القيامة لواقع لا محالة كما قال تعالى{يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ} [ النور: 25] أي جزاءهم بالعدل والإنصاف ،وكقوله تعالى:{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَآءَ الأَوْفَى} [ النجم: 40 -41] .
وقد نزه الله نفسه عن كونه خلق الخلق لا لبعث وجزاء ،وبين أن ذلك ظن الكفار ،وهددهم على ذلك الظن السيئ بالويل من النار ،قال تعالى منكراً على من ظن عدم البعث والجزاء ،ومنزهاً نفسه عن أنه خلقهم عبثاً لا لبعث وجزاء:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُون َفَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [ المؤمنون: 115 -116] .وقال تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَآءَ والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَالِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النَّارِ} [ ص: 27] ،في قوله في آية في ص هذه: باطلاً أي عبثاً لا لبعث وجزاء .