قوله تعالى:{لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} .
في هذه الآية الكريمة وصف شامل للمهاجرين في دوافع الهجرة: أنهم{يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} ،وغايتها: وهي{وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} ،والحكم لهم بأنهم{أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} .
ومنطوق هذه الأوصاف يدل بمفهومه أنه خاص بالمهاجرين ،مع أنه جاءت نصوص أخرى تدل على مشاركة الأنصار لهم فيه: منها قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ} [ الأنفال: 72] ،وقوله تعالى بعدها:{وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً} [ الأنفال: 74] .
فذكر المهاجرين بالجهاد بالمال والنفس ،وذكر معهم الأنصار بالإيواء والنصر ،ووصف الفريقين معاً بولاية بعضهم لبعض ،وأثبت لهم معاً حقيقة الإيمان{أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً} ،أي الصادقون في إيمانهم ،فاستوى الأنصار مع المهاجرين في عامل النصرة وفي صدق الإيمان .
/خ9