قوله تعالى:{وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لأنذركم بِهِ وَمَن بَلَغَ} .
صرح في هذه الآية الكريمة بأنه صلى الله عليه وسلم منذر لكل من بلغه هذا القرآن العظيم كائناً من كان ،ويفهم من الآية أن الإنذار به عام لكل من بلغه ،وأن كل من بلغه ولم يؤمن به فهو في النار ،وهو كذلك .
أما عموم إنذاره لكل من بلغه ،فقد دلت عليه آيات أخر أيضاً كقوله{قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [ الأعراف: 108] ،وقوله{وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً للنَّاسِ} [ سبأ: 28] ،وقوله{تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} [ الفرقان: 1] .
وأما دخول من لم يؤمن به النار ،فقد صرح به تعالى في قوله{وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحزاب فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} [ هود: 17] .
وأما من لم تبلغه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فله حكم أهل الفترة الذين لم يأتهم رسول ،والله تعالى أعلم .