قوله تعالى:{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} .
نهى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة عن مجالسة الخائضين في آياته ،ولم يبين كيفية خوضهم فيها التي هي سبب منع مجالستهم ،ولم يذكر حكم مجالستهم هنا ،وبين ذلك كله في موضع آخر فبين أن خوضهم فيها بالكفر والاستهزاء بقوله:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ} [ النساء: 140] .
وبين أن من جالسهم في وقت خوضهم فيها مثلهم في الإثم بقوله:{إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ} [ النساء: 140] ،وبين حكم من جالسهم ناسياً ،ثم تذكر بقوله هنا:{وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[ الأنعام: 68] ،كما تقدم في سورة النساء .