عطف على جملة{ إذْ قالت امرأةُ فرعون} .انتقال من ذِكر أمّ مريم إلى ذكر مريم .
ومريم عَلَم عبراني ،وهو في العبرانية بكسر الميم ،وهو اسم قديم سميت به أخت موسى عليه السلام ،وليس في كتب النصارى ذكر لاسم أبي مريم أمِّ عيسى ولا لمولدها ولكنها تبتدىء فجأة بأنّ عذراء في بلد الناصرة مخطوبة ليوسف النجار ،قد حملت من غير زوج .
والعرب يطلقون اسم مريم على المرأة المترجّلة التي تكثر مجالسة الرجال كما قال رؤبة: قلت لزِير لَمْ تصله مريمهْ .
( والزير بكسر الزاي الذي يكثر زيارة النساء ) وقال في « الكشاف »: مريم في لغتهم أي لغة العبرانيين بمعنى العابدة .
وتكرّر فعل{ اصطفاك} لأنّ الاصطفاء الأول اصطفاء ذاتي ،وهو جعلها منزّهة زكية ،والثاني بمعنى التفضيل على الغير .فلذلك لم يُعَدّ الأول إلى متعلّق .وعدُيّ الثاني .ونساء العالمين نساء زمانها ،أو نساء سائر الأزمنة .وتكليم الملائكة والاصطفاء يدلان على نبوءتها والنبوءة تكون للنساء دون الرسالة .