تذييل لجملة:{ وإذن لآتيناهم من لدنّا أجراً عظيماً}[ النساء: 67] وإنّما عطفت باعتبار إلحاقها بجملة:{ ومن يطع الله والرسول} على جملة{ ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به}[ النساء: 66] .وجيء باسم الإشارة في جملة جواب الشرط للتنبيه على جدارتهم بمضمون الخبر عن اسم الإشارة لأجل مضمون الكلام الذي قبل اسم الإشارة .والمعيّة معيّة المنزلة في الجنة وإن وإن كانت الدرجات متفاوتة .
ومعنى{ من يطع} من يتّصف بتمام معنى الطاعة ،أي أن لا يعصي الله ورسوله .ودلّت ( مع ) على أنّ مكانة مدخولها أرسخ وأعرف ،وفي الحديث الصحيح"أنت مع من أحببت".والصديّقون هم الذين صدَّقوا الأنبياء ابتداء ،مثل الحواريين والسابقين الأوّلين من المؤمنين .وأمّا الشهداء فهم من قُتلوا في سبيل إعلاء كلمة الله .والصالحون الذين لزمتهم الاستقامة .
و ( حَسُنَ ) فعل مراد به المدح ملحق بنعم ومضمّن معنى التعجّب من حسنهم ،وذلك شأن فَعُل بضم العين من الثلاثي أن يدلَّ على مدح أو ذمّ بحسب مادّته مع التعجّب .وأصل الفعل حَسَنَ بفتحتين فحوّل إلى فعُل بضمّ العين لقصد المدح والتعجّب .و{ أولئك} فاعل{ حسن} .و{ رفيقا} تمييز ،أي ما أحسنهم حسنوا من جنس الرفقاء .والرفيق يستوي فيه الواحد والجمع ،وفي حديث الوفاة « الرفيقَ الأعلى » .