قوله تعالى:{ومن يطع الله والرسول ...} الآية [ النساء: 69] .
إن قلتَ: هذا مدح لمن يطيع الله والرسول ،وعادة العرب في صفات المدح ،الترقّي من الأدنى إلى الأعلى ،وهذا عكسه ؟
قلتُ: ليس هو من ذاك الباب ،بل المقصود منه الإخبار إجمالا عن كون المطيعين لله ولرسوله ،يكونون يوم القيامة مع الأشراف ،وقد تمّ الكلام عند قوله:{أنعم الله عليهم} [ النساء: 69] ثم فصّلهم بذكر الأشراف فالأشراف بقوله:{من النبيئين} [ النساء: 69] إلى آخره جريا على العادة في تعديد الأشراف ،ومثله{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [ النساء: 59] وكذلك{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم} [ آل عمران: 18] .