/م46
{ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ} قيل:هذه معطوفة على قيل المقدرة قبل ( آلآن وقد كنتم به تستعجلون ) .أي ثم قيل للذين ظلموا أنفسهم بالكفر بالرسالة والوعد والوعيد ، وما يترتب عليه من الفساد والضلال البعيد{ ذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ} الخلد كالخلود مصدر خلد الشيء إذا بقي على حالة واحدة لا يتغير ، وخلد الشخص في المكان إذا طال مكثه فيه ، لا يرحل ولا هو بصدد التحول عنه .وظاهر إضافة العذاب إلى الخلد أن المراد به البقاء على حالة واحدة مؤلمة ، ويحتمل إرادة العذاب الخالد الدائم ، وهو الموافق للآيات الكثيرة المطلقة في الأكثر والمقيدة بمشيئة الله تعالى في سورة الأنعام [ الآية:128] ، وقد تقدم تفسيرها ، وفي سورة هود سيأتي .
{ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} أي لا تجزون إلا بما كنتم تكسبونه باختياركم من الكفر والظلم والفساد في الأرض ، والعزم على الثبات عليه وعدم التحول عنه ، وليس فيه شيء من الظلم ، لأنه أثر لازم لتدسية النفس وإفسادها بالظلم ، حتى لم تعد أهلا لجوار الرب عز وجل وليس عذابا أنفا من خارجها ، وتقدم بيانه في تفسير قوله تعالى:{ سيجزيهم وصفهم} [ الأنعام:139] .