ثم قال تعالى{ ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير} أي لو أنهم استبدلوا الإيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بهذا السحر الخادع واتباع نزغات الشياطين أو لو آمنوا بكتابهم إيمانا حقيقيا ومنه البشارة بالنبي والأمر باتباعه واتقوا بالعمل به والمحافظة على حدوده مغبة ما ينتظره المجرمون من العقوبة على العصيان – لكان ثواب الله لهم على الإيمان الصحيح والعمل الصالح خيرا لهم من جميع ما توهموه في المحالفة من المنافع .ثم قال{ لو كانوا يعلمون} أي إنهم في كل ما هم عليه من الأباطيل ، ومن زعمهم أنها ترجع إلى الكتاب بضروب من التأويل ، يتبعون الظنون ويعتمدون على التقليد ، وليسوا على شيء من العلم الصحيح – ولو كانوا يعلمون علما صحيحا لظهر أثره في أعمالهم ولآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم واتبعوه فكانوا من المفلحين .
/خ103