/م180
و المتبادر أن معنى المكتوب المفروض ، وبه قال بعضهم هنا ، وقال آخرون إنه للندب ، ويؤيد الفرضية قوله تعالى في وعيد المبدلين له:{ فمن بدله} أي بدل ما أوصى به الموصي{ بعدما سمعه} من الموصي أو علم به علما صحيحا من كتابة الوصية ، وهو مشروع كما سيأتي ومن الحكم بها.{ فإنما إثمه على الذين يبدلونه} من ولي ووصي وشاهد وقد برئت منه ذمة الموصي وثبت أجره عند الله تعالى:{ إن الله سميع} لما يقوله المبدلون في ذلك{ عليم} بأعمالهم فيه فيجازيهم عليها ، وهو يتضمن تأكيد الوعيد ، والضمير في المواضع الثلاثة راجع إلى الحق أو الإيصاء ، أي أثره ومتعلقه .
وقد قال بوجوب الوصية بعض علماء السلف ، واستدلوا عليه بالآية وبحديث ( ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يريد أن يوصي به إلا ووصيته عند رأسه ){[72]} رواه الجماعة كلهم من حديث ابن عمر .ومنهم عطاء والزهري وأبو مجلز وطلحة بن مصرف .وحكاه البيهقي عن الشافعي في القديم ، وبه قال إسحاق وداود .واختاره أبو عوانة الأسفراييني وابن جرير وآخرون اه .من فتح الباري وقال الجمهور مندوبة وتقدم قولهم في الآية .