حين تكون الوصية جامعة للخصائص المذكورة فهي محترمة ومقدسة ،وكل تبديل وتغيير فيها محظور وحرام .لذلك تقول الآية التالية: ( فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) .
ولا يظنّن المحرفون المتلاعبون أن الله غافل عمّا يفعلون ،كلاّ ( إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
ولعل هذه الآية تشير إلى أن تلاعب «الوصيّ » ( وهو المسؤول عن تنفيذ الوصية ) لا يصادر أجر الموصي .فالموصي ينال أجره ،والإِثم على الوصي المحرّف في كميّة الوصية أو كيفيتها أو في أصلها .
ويحتمل أيضاً أن الآية تبرئ ساحة غير المستحقين الذين قسم بينهم الإِرث عند عدم التزام الوصيّ بمفاد الوصية .وتقول إن هؤلاء ( الذين لا يعملون بتلاعب الوصي ) لا إثم عليهم ،بل الإِثم على الوصيّ المحرّف ،ولا تناقض بين التّفسيرين ،فالآية تجمع التّفسيرين معاً .
/خ182