{ ولما برزوا} أي لما ظهر طالوت وجنوده بالبراز وهي بالفتح ما استوى من الأرض{ لجالوت وجنوده} وهم أعداؤهم الفلسطينيون{ قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} أي لجأ قوم طالوت المؤمنون إلى الله تعالى يدعون بأن يفرغ على قلوبهم الصبر ، ويثبت أقدامهم في مواقع القتال بثبات قلبوهم واطمئنانها بالإيمان والثقة به ، وينصرهم على القوم الكافرين عبدة الأوثان ، الذين تعلقت قلوبهم بالأوهام ، وهذه الأمور الثلاثة بعضها مرتب على بعض بحسب الأسباب الغالية ، فالصبر سبب للثبات الذي هو سبب من أسباب النصر ، وأجدر الناس بالصبر المؤمنون بالله عز وجل الغالب على أمره كما سنوضحه بعد تمام تفسير هذه الآيات .
/خ252