/م67
فعلم من هذا أن الأمر بذبح البقرة كان لفصل النزاع في واقعة قتل ويروون في قصته روايات منها أن القاتل كان أخ المقتول قتله لأجل الإرث وأنه اتهم أهل الحي بالدم وطالبهم به .ومنها أنه كان ابن أخيه .وغير ذلك مما لا حاجة إليه ، وكانوا طلبوا من موسى الفصل في المسألة وبيان القاتل ولما أمرهم بذبح البقرة استغربوه لما فيه من المباينة لما يطلبون ، والبعد بينه وبين ما يريدون ، فذلك قوله تعالى{ وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا} أي سخرية يهزأ بنا ، وهذا القول من سفههم وخفة أحلامهم وجهلهم بعظمة الله تعالى وما يجب أن يقابل به أمره من الاحترام والامتثال ، وإن لم تظهر حكمته بادي الرأي ، ولولا ذلك لامتثلوا وانتظروا النتيجة بعد ذلك .ولما كان في جوابهم هذا رمى لموسى عليه السلام بالسفه والجهالة{ قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين} أي ألتجئ إلى الله وأعتصم بتأديبه إياي من الجهالة والهزء بالناس .