( متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ) أي ذلك التقلب في البلاد الذي يتمتعون به متاع قليل عاقبته هذا المأوى الذي ينتهون إليه في الآخرة ، فيكونون خالدين فيه سواء منهم من مات متمتعا بدنياه ومن أنسئ له في عمره حتى أدركه الخذلان بنصر الله المؤمنين فسلب منه متاعه أو نغصه عليه .وأما المؤمنون فسيأتي ما لهم في مقابلة هذا في الآية الآتية .وجهنم اسم للدار التي يجازى فيها الكافرون في الآخرة .قيل إنها أعجمية معربة ، وقيل بل هي عربية من قولهم ركية جِهنّام ( بكسر الجيم والهاء والتشديد ) أي بئر بعيدة القعر ، فجهنم إذا بمعنى الهاوية .والمهاد المكان الممهد الموطأ كالفراش قيل سميت النار مهادا تهكما بهم .وقد تقدم ذكر الكلمتين في البقرة ( 206 - فراجع ج 2 تفسير ) .
قيل:إن الآية نزلت في مشركي مكة إذ كانوا يضربون في الأرض يتجردون ويكسبون على حين لا يستطيع المسلمون ذلك لوقوف المشركين لهم بالمرصاد وإيقاعهم بهم أينما ثقفوهم ، وعجز هؤلاء عن مقاومتهم إذا خرجوا من دارهم للتجارة وغير التجارة .ويروى أن بعض المؤمنين قال إن أعداء الله فيما نرى من الخير وقد هلكنا من الجوع والجهد ، فنزلت الآية ، وقال الفراء:كانت اليهود تضرب في الأرض فتصيب الأموال فنزلت هذه الآية في ذلك .