{ إن أولى الناس بإبراهيم} أي أجدرهم بولايته وأحراهم بموافقته:{ للذين اتبعوه} في عصره وأجابوا دعوته فاهتدوا بهديه:{ وهذا النبي والذين آمنوا} معه فإنهم أهل التوحيد المحض الذي لا يشوبه اتخاذ الأولياء ولا التوسل بالوسطاء والشفعاء ، وأهل الإخلاص في الأعمال الذي لا يبطله شرك ولا رياء وهذا روح الإسلام والمقصود من الإيمان .فمن فاته فقد فاته الدين كله لا تغني عنه التقاليد والرسوم ولا تنفعه الوسطاء والأولياء:{ يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم} [ الشعراء:8889] بأخذه بحقيقة الإسلام الذي شرع لتنقية القلوب وتزكية النفوس وإعداد الأرواح في الدنيا إلى الدرجات العلى في الأخرى:{ والله ولي المؤمنين} الذين لا يتوجهون إلى غيره في كشف ضر ولا طلب نفع فهو يتولى أمورهم ويصلح شؤونهم ويتولى إثابتهم على حسب تأثير الإسلام في قلوبهم ويزيدهم من فضله .فنسأله تعالى أن يجعلنا معهم في الدنيا والآخرة ولا يجعلنا من أهل الجمود على التقاليد الظاهرة الغافلين عن روح الإسلام المفتونين باتخاذ الأولياء والأمراء .هذا وليس عندنا في هذه الآيات شيء عن الأستاذ الإمام وما قلناه موافق لطريقته .