/م67
{ فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم ( 69 )}
ثم إنه تعالى أباح لهم أكل ما أخذوه من الفداء وعده من جملة الغنائم التي أباحها لهم في أول هذه السورة وفي قوله في أول هذا الجزء{ واعلموا أن ما غنمتم من شيء} [ الأنفال:41] الخ فقال:{ فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} [ الأنفال:69] أي وإذا كان الله تعالى قد سبق منه كتاب في أنه لا يعذبكم أو يقتضي أن لا يعذبكم بهذا الذنب الذي خالفتم به سنته وهدي أنبيائه فكلوا مما غنمتم من الفدية حالة كونه حلالا بإحلاله لكم الآن ، طيبا في نفسه لا خبث فيه مما حرم لذاته كالميتة ولحم الخنزير واجعلوا باقيه في المصالح التي بينت لكم في قسمة الغنائم{ واتقوا الله} في العود إلى أكل شيء من أموال الناس كفارا كانوا أو مؤمنين من قبل أن يحله الله لكم .وقال ابن جرير في تفسير هذه الجملة:وخافوا الله أن تعودوا أن تفعلوا في دينكم شيئا بعد هذا من قبل أن يحل لكم .
{ إن الله غفور رحيم} قال:غفور لذنوب أهل الإيمان من عباده رحيم بهم أن يعاقبهم بعد توبتهم منها .اه وفسر بعضهم الاسمين الكريمين هنا بما يقتضيه المقام من مغفرته تعالى لذنبهم بأخذ الفداء وإيثار جمهورهم لعرض الدنيا على ما يقتضيه إيثار الآخرة من طلب الإثخان في الأرض أولا ، لإعزاز الحق وأهله ، بإذلال الشرك وكبت حزبهومن رحمته بهم بإباحة ما أخذوا والانتفاع به .والأقرب تفسيره بأنه غفور للمتقين رحيم بهم .
/خ69