ثم ذكر تعالى كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر فقال:( مهطعين ) أي:مسرعين، كما قال تعالى:( مهطعين إلى الداع [ يقول الكافرون هذا يوم عسر] ) [ القمر:8] وقال تعالى:( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) إلى قوله:( وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ) [ طه:198 - 111] وقال تعالى:( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ) [ المعارج:43] .
وقوله:( مقنعي رءوسهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد:رافعي رءوسهم .
( لا يرتد إليهم طرفهم ) أي:[ بل] أبصارهم طائرة شاخصة ، يديمون النظر لا يطرفون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة والمخافة لما يحل بهم ، عياذا بالله العظيم من ذلك ; ولهذا قال:( وأفئدتهم هواء ) أي:وقلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة [ الفزع و] الوجل والخوف . ولهذا قال قتادة وجماعة:إن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب لدى الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف . وقال بعضهم:( هواء ) خراب لا تعي شيئا .