يخبر تعالى عن حلمه بخلقه مع ظلمهم ، وأنه لو يؤاخذهم بما كسبوا ما ترك على ظهر الأرض من دابة ، أي:لأهلك جميع دواب الأرض تبعا لإهلاك بني آدم ، ولكن الرب - جل جلاله - يحلم ويستر ، وينظر ( إلى أجل مسمى ) أي:لا يعاجلهم بالعقوبة ; إذ لو فعل ذلك بهم لما أبقى أحدا .
قال سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص أنه قال:كاد الجعل أن يعذب بذنب بني آدم ، وقرأ:( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ) .
وكذا روى الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة قال:قال عبد الله:كاد الجعل أن يهلك في جحره بخطيئة بني آدم .
وقال ابن جرير:حدثني محمد بن المثنى ، حدثنا إسماعيل بن حكيم الخزاعي ، حدثنا محمد بن جابر الحنفي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة قال:سمع أبو هريرة رجلا وهو يقول:إن الظالم لا يضر إلا نفسه ، قال:فالتفت إليه فقال:بلى والله ، حتى إن الحبارى لتموت في وكرها [ هزالا] بظلم الظالم .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا علي بن الحسين ، أنبأنا الوليد بن عبد الملك بن عبيد الله بن مسرح ، حدثنا سليمان بن عطاء ، عن مسلمة بن عبد الله ، عن عمه أبي مشجعة بن ربعي ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال:ذكرنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"إن الله لا يؤخر شيئا إذا جاء أجله ، وإنما زيادة العمر بالذرية الصالحة ، يرزقها الله العبد فيدعون له من بعده ، فيلحقه دعاؤهم في قبره ، فذلك زيادة العمر ".