قوله تعالى:{ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ...} [ النحل: 61]{ما ترك عليها} أي على الأرض ،قال ذلك هنا ،وقال في فاطر:{بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} [ فاطر: 45] .
ترك لفظ"ظهر "هنا ،احترازاً عن الجمع بين الظائين: في ظهرها ،وظلمهم ،بخلافه في فاطر({[354]} ) ،إذ لم يُذكر فيها"بظلمهم ".
فإن قلتَ: الآية تقتضي مؤاخذة البريء ،بظلم الظالم ،وذلك لا يحسن من الحكيم ؟ !
قلتُ: المراد بالظلم هنا: الكفر ،وبالدّابة: الدّابة الظالمة وهي الكافر ،كما نُقل عن ابن عباس رضي الله عنهما .