ثم قال:( ذرية من حملنا مع نوح ) تقديره:يا ذرية من حملنا مع نوح . فيه تهييج وتنبيه على المنة ، أي:يا سلالة من نجينا فحملنا مع نوح في السفينة ، تشبهوا بأبيكم ، ( إنه كان عبدا شكورا ) فاذكروا أنتم نعمتي عليكم بإرسالي إليكم محمدا صلى الله عليه وسلم . وقد ورد في الحديث وفي الأثر عن السلف:أن نوحا ، عليه السلام ، كان يحمد الله [ تعالى] على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله ؛ فلهذا سمي عبدا شكورا .
قال:الطبراني حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، عن أبي حصين ، عن عبد الله بن سنان ، عن سعد بن مسعود الثقفي قال:إنما سمي نوح عبدا شكورا ؛ لأنه كان إذا أكل أو شرب حمد الله .
وقد قال الإمام أحمد:حدثنا أبو أسامة ، حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها ".
وهكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من طريق أبي أسامة ، به .
وقال مالك ، عن زيد بن أسلم:كان يحمد الله على كل حال .
وقد ذكر البخاري هنا حديث أبي زرعة ، عن أبي هريرة [ رضي الله عنه] ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنا سيد الناس يوم القيامة - بطوله ، وفيه -:فيأتون نوحا فيقولون:يا نوح ، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وقد سماك الله عبدا شكورا ، اشفع لنا إلى ربك "وذكر الحديث بكماله .