يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الدار الآخرة ، حيث جعلوا [ له] أندادا ، أي:أمثالا ونظراء يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه ، وهو الله لا إله إلا هو ، ولا ضد له ولا ند له ، ولا شريك معه . وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال:قلت:يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال:"أن تجعل لله ندا وهو خلقك ".
وقوله:( والذين آمنوا أشد حبا لله ) ولحبهم لله وتمام معرفتهم به ، وتوقيرهم وتوحيدهم له ، لا يشركون به شيئا ، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه ، ويلجئون في جميع أمورهم إليه . ثم توعد تعالى المشركين به ، الظالمين لأنفسهم بذلك فقال:( ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا ) .
قال بعضهم:تقدير الكلام:لو عاينوا العذاب لعلموا حينئذ أن القوة لله جميعا ، أي:إن الحكم له وحده لا شريك له ، وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه ( وأن الله شديد العذاب ) كما قال:( فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد ) [ الفجر:25 ، 26] يقول:لو علموا ما يعاينونه هنالك ، وما يحل بهم من الأمر الفظيع المنكر الهائل على شركهم وكفرهم ، لانتهوا عما هم فيه من الضلال .