وقوله:( وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا ) أي:لو أن لنا عودة إلى الدار الدنيا حتى نتبرأ من هؤلاء ومن عبادتهم ، فلا نلتفت إليهم ، بل نوحد الله وحده بالعبادة . وهم كاذبون في هذا ، بل لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه . كما أخبر الله تعالى عنهم بذلك ; ولهذا قال:( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ) أي:تذهب وتضمحل كما قال الله تعالى:( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) [ الفرقان:23] .
وقال تعالى:( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ) الآية [ إبراهيم:18] ، وقال تعالى:( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ) الآية [ النور:39] ، ولهذا قال تعالى:( وما هم بخارجين من النار ) .