{وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا ...}
/م165
المفردات:
كرة: رجعة إلى الدنيا .
حسرات: جمع حسرة ،وهي أشد درجات الندامة على شيء فات .
التفسير:
وقال الذين كانوا تابعين لغيرهم في الباطل بدون تعقل أو تدبر ،ليت لن رجعة إلى الحياة الدنيا فنتبرأ من هؤلاء الذين اتبعناهم وأضلونا السبيل كما تبرءوا منا في هذا اليوم العصيب ،ولنشفي غيظنا منهم لأنهم خذلونا وأوردونا موارد التهلكة والعذاب الأليم .
{كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} .
كما أرى اللهتعالىالمشركين العذاب وما صاحبه من التبرؤ وتقطع الأسباب بينهم ،يريهم سبحانه أعمالهم السيئة يوم القيامة فتكون حسرات تتردد في صدورهم كأنها شرر الجحيم .
والمقصود أن أعمالهم لا يجدون لها أثرا من الخير ،بل يبدلها الله حسرات وزفرات حين يرون العذاب على كل عمل منها .
وما هم بخارجين من النار:
أي وما هم بخارجين من تلك النار التي عوقبوا بها بسبب شركهم ،بل هم مستقرون فيها استقرارا أبديا ،وقد جاءت الجملة اسمية لتأكيد نفي خروجهم من النار ،وبيان أنهم ملقون ومخلدون فيها كما قال تعالىفي آية أخرى: كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها .( السجدة: 20 ) .
وهكذا يسوق لنا القرآن الكريم ما يدور بين التابعين والمتبوعين يوم القيامة من تنصل وتحسر وتخاصم بتلك الطريقة المؤثرة ،حتى لكأنك أمام مشهد مجسم ،ترى فيه الصور الشاخصة حاضرة ،وذلك لون من ألوان بلاغة القرآن في عرضه للحقائق ،حتى تأخذ سبيلها إلى النفوس وتؤتى الطيبة في القلوب .
***