{إذ تبرأ الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} .
/م165
المفردات:
الأسباب: معناها اللغوي: الحبال ،جمع سبب والمراد بها في الآية ما يصل الرؤساء والأتباع بعضهم ببعض من الصلات ،كالدين الواحد والأنساب والأتباع .
التفسير:
واذكر أيها العاقل لتعتبر وتتعظ يوم القيامة ،ذلك اليوم الهائل الشديد الذي يتنصل فيه الرؤساء من مرءوسيهم والأتباع من متبوعيهم حال رؤيتهم جميعا للعذاب وأسبابه ومقدماته ،وما أعد لهم من شقاء وآلام ،وقد ترتب على كل ذلك أن تقطع ما بين الرؤساء والأذناب من روابط كانوا يتواصلون بها في الدنيا وصار كل فريق منهم يلعن الفريق الآخر ويتبرأ منه .
قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور:
وفي قوله تعالى: وتقطعت بهم الأسباب .استعارة تمثيلية ،إذ شبهت هيئتهم عند خيبة أملهم حين لم يجدوا النعيم الذي تعبوا لأجله مدة حياتهم وقد جاء إبانه في ظنهم فوجدوا عوضه العذاب ،بحال المرتقى إلى النخلة ليجني الثمر الذي كد لأجله طول السنة فتقطع به السببأي الحبلعند ارتقائه فسقط هالكا ،فكذلك هؤلاء قد علموا جميعا حينئذ أن لا نجاة لهم ،فحالهم كحال الساقط من علو لا ترجى له السلامة( 39 ) .