يقول تعالى مقررا تفرده بالخلق والرزق ، وانفراده بالإلهية أيضا ، فكما كانوا يعترفون بأنه لا يرزقهم من السماء والأرض - أي:بما ينزل من المطر وينبت من الزرع - إلا الله ، فكذلك فليعلموا أنه لا إله غيره .
وقوله:( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ):هذا من باب اللف والنشر ، أي:واحد من الفريقين مبطل ، والآخر محق ، لا سبيل إلى أن تكونوا أنتم ونحن على الهدى أو على الضلال ، بل واحد منا مصيب ، ونحن قد أقمنا البرهان على التوحيد ، فدل على بطلان ما أنتم عليه من الشرك بالله; ولهذا قال:( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) .
قال قتادة:قد قال ذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم للمشركين:والله ما نحن وإياكم على أمر واحد ، إن أحد الفريقين لمهتد .
وقال عكرمة وزياد بن أبي مريم:معناه:إنا نحن لعلى هدى ، وإنكم لفي ضلال مبين .