قوله تعالى:{وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} [ سبأ: 24] .
إن قلتَ: ما معنى التشكيك في ذلك ؟
قلتُ: هذا من إجراء المعلوم مجرى المجهول ،بطريق اللّفّ والنشر المرتّب ،و "أو "في الموضوعين بمعنى الواو ،والتقدير: وإنا لعلى هدى ،وأنتم في ضلال مبين ،وإنما جاء بذلك لإرادة الإنصاف في الجدال ،وهو أوصل إلى الغرض ،أو باقيتين على معناهما والمعنى: وإنا لمهتدون أو ضالون({[519]} ) ،وأنتم كذلك ،وإنما قاله للتعريض بضلالهم ،كقول الرجل لخصمه إذا أراد تكذيبه: إنّ أحدنا لكاذب .