وقوله:( خلقكم من نفس واحدة ) أي:خلقكم مع اختلاف أجناسكم وأصنافكم وألسنتكم وألوانكم من نفس واحدة ، وهو آدم - عليه السلام - ( ثم جعل منها زوجها ) ، وهي حواء ، عليهما السلام ، كقوله:( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) [ النساء:1] .
وقوله:( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ) أي:وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية ، أزواج وهي المذكورة في سورة الأنعام:( ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ) [ الأنعام:143] ، ( ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين ) [ الأنعام:144] .
وقوله:( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ) أي:قدركم في بطون أمهاتكم ( خلقا من بعد خلق ) أي:يكون أحدكم أولا نطفة ، ثم يكون علقة ، ثم يكون مضغة ، ثم يخلق فيكون لحما وعظما وعصبا وعروقا ، وينفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر ، ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) [ المؤمنون:14] .
وقوله:( في ظلمات ثلاث ) يعني:ظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة - التي هي كالغشاوة والوقاية على الولد - وظلمة البطن . كذا قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو مالك ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وابن زيد [ وغيرهم] .
وقوله:( ذلكم الله ربكم ) أي:هذا الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما وخلقكم وخلق آباءكم ، هو الرب له الملك والتصرف في جميع ذلك ، ( لا إله إلا هو ) أي:الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده ، ( فأنى تصرفون ) أي:فكيف تعبدون معه غيره ؟ أين يذهب بعقولكم ؟ ! .