فقال تعالى:( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ) والمراد جنس السماء والأرض ، كما قال في الآية الأخرى:( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ) [ آل عمران:133] . وقال ها هنا:( أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) أي:هذا الذي أهلهم الله له هو من فضله ومنه عليهم وإحسانه إليهم ، كما قدمنا في الصحيح:أن فقراء المهاجرين قالوا:يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم . قال:"وما ذاك ؟ ". قالوا:يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق . قال:"أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من بعدكم ، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم:تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ". قال:فرجعوا فقالوا:سمع إخواننا أهل الأموال ما فعلنا ، ففعلوا مثله ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء "