ولما حقر الحياة الحسية النفسية الفانية وصورها في صورة الخضراء السريعة الانقضاء دعاهم إلى الحياة الباقية فقال تعالى:
21{ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}
{ سابقوا إلى مغفرة من ربكم} أي بادروا بالتوبة من ذنوبكم إلى نيل مغفرة وتجاوز عن خطيئاتكم من ربكم{ وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين ءامنوا بالله ورسوله} أي الإيمان اليقيني{ ذلك} أي المغفرة والجنة{ فضل الله يؤتيه من يشاء} أي ممن كان أهلا له{ والله ذو الفضل العظيم} قال ابن جرير{[6982]} أي بما بسط لخلقه من الرزق في الدنيا ووهب لهم من النعم وعرفهم موضع الشكر ثم جزاهم في الآخرة على الطاعة ما وصف أنه أعده لهم .