قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:قالت رُسل الأمم التي أتتها رسُلها:(أفي الله) ، (38) أنه المستحق عليكم ، أيها الناس ، الألوهة والعبادةَ دون جميع خلقه (شك) وقوله:( فاطر السماوات والأرض ) ، يقول:خالق السماوات والأرض (39) ( يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ) ، يقول:يدعوكم إلى توحيده وطاعته ( ليغفر لكم من ذنوبكم ) ، يقول:فيستر عليكم بعضَ ذنوبكم بالعفو عنها ، فلا يعاقبكم عليها ، (40) ( ويؤخركم ) ، يقول:وينسئ في آجالكم ، (41) فلا يعاقبكم في العاجل فيهلككم ، ولكن يؤخركم إلى الوقت الذي كتبَ في أمّ الكتاب أنه يقبضكم فيهِ ، وهو الأجل الذي سمَّى لكم. (42) فقالت الأمم لهم:( إن أنتم ) ، أيها القوم ( إلا بشرٌ مثلنا ) ، في الصورة والهيئة ، ولستم ملائكة ، (43) وإنما تريدون بقولكم هذا الذي تقولون لنا ( أن تصدُّونا عما كان يعبدُ آباؤنا ) ، يقول:إنما تريدون أن تصرِفونا بقولكم عن عبادة ما كان يعبدُه من الأوثان آباؤنا (44) ( فأتونا بسلطان مبين ) ، يقول:فأتونا بحجة على ما تقولون تُبين لنا حقيقتَه وصحتَه ، فنعلم أنكم فيما تقولون محقُّون. (45)
-------------------
الهوامش:
(38) في المخطوطة:"أفي الناس "، وهو سهو منه .
(39) انظر تفسير "فطر "فيما سلف:287 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك .
(40) انظر تفسير "المغفرة "فيما سلف من فهارس اللغة ( غفر ) ، ثم انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1:336 ، في بيان زيادة "من "في الآية .
(41) انظر تفسير "التأخير "فيما سلف من فهارس اللغة ( أخر ) .
(42) انظر تفسير "الأجل "فيما سلف:476 ، تعليق:4 ، والمراجع هناك .
وتفسير "مسمى "فيما سلف:326 ، تعليق:1 ، والمراجع هناك.
(43) انظر تفسير "بشر "فيما سلف 15:295 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك .
(44) انظر تفسير "الصد "فيما سلف:515 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك .
(45) انظر تفسير "السلطان "فيما سلف:106 ، تعليق:1 ، والمراجع هناك .
وتفسير "مبين "فيما سلف من فهارس اللغة ( بين )