قال أبو جعفر:يقول عز ذكره:وأدخل الذين صدقوا الله ورسوله ، فأقرُّوا بوحدانية الله وبرسالة رُسله. وأنّ ما جاءت به من عند الله حق ( وعملوا الصالحات ) ، يقول:وعملوا بطاعة الله . فانتهوا إلى أمر الله ونهيه (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) ، بساتين تجري من تحتها الأنهار (خَالِدِينَ فِيهَا) ، يقول ماكثين فيها أبدًا (23) (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) ، يقول:أُدخلوها بأمر الله لهم بالدخول(تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ) ، (24) وذلك إن شاء الله كما:-
20657 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال ، قوله:(تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ) ، قال:الملائكة يسلِّمون عليهم في الجنة.
* * *
وقوله:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) ، يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم:ألم تر ، يا محمد ، بعين قلبك ، (25) فتعلم كيف مثَّل الله مثَلا وشبَّه شبَهًا (26) (كَلِمَةً طَيِّبَةً) ، ويعني بالطيبة:الإيمانَ به جل ثناؤه ، (27) كشجرة طَيّبة الثمرة ، وترك ذكر "الثمرة "استغناء بمعرفة السَّامعين عن ذكرها بذكر "الشَّجرة ". وقوله:( أصلها ثابت وفرعها في السماء) ، يقول عز ذكره:أصلُ هذه الشجرة ثابتٌ في الأرض"وفرعها "، وهو أعلاها في "السماء "، يقول:مرتفع علُوًّا نحوَ السماء. وقوله:( تؤتي أكُلَهَا كل حين بإذن ربّها ) ، يقول:تطعم ما يؤكل منها من ثمرها كلّ حين بأمرِ ربها (28) (ويضرب الله الأمثال للناس ) ، يقول:ويمثِّل الله الأمثال للناس ، ويشبّه لهم الأشباهَ (29) ( لعلهم يتذكرون ) ، يقول:ليتذكروا حُجَّة الله عليهم ، فيعتبروا بها ويتعظوا ، فينـزجروا عما هم عليه من الكفر به إلى الإيمان. (30)
* * *
وقد اختلف أهل التأويل في المعنى بالكلمة الطيبة .
فقال بعضهم:عُني بها إيمانُ المؤمن.
* ذكر من قال ذلك:
------------------------
الهوامش:
(23) قوله:"يقول:ماكثين فيها أبدًا "، ساقط من المطبوعة .
(24) انظر تفسير ألفاظ الآية فيما سلف من فهارس اللغة ( أمن ) ، ( صلح ) ، ( جنن ) ، ( نهر ) ، ( خلد ) ، ( أذن ) .
وانظر تفسير "التحية "فيما سلف 8:586 .
(25) انظر تفسير "الرؤية "فيما سلف:556 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك .
(26) انظر تفسير "ضرب مثلا "فيما سلف 1:403 .
(27) انظر تفسير "الطيب "فيما سلف 13:165 ، تعليق:3 ، والمراجع هناك .
(28) انظر تفسير "الأكل "فيما سلف:472 ، تعليق 3 ، والمراجع هناك .
وتفسير "الإذن "فيما سلف من فهارس اللغة ( أذن ) .
(29) انظر تفسير "ضرب مثلا"فيما سلف 1:403.
(30) انظر تفسير "التذكر "فيما سلف من فهارس اللغة ( ذكر ) .
وانظر القول في "لعل "في مباحث العربية .