القول في تأويل قوله:وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا
قال أبو جعفر:يعني جل ثناؤه بقوله:"وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج "، وإن أردتم، أيها المؤمنون، نكاح امرأة مكان امرأة لكم تطلقونها (1) ="وآتيتم إحداهن "، يقول:وقد أعطيتم التي تريدون طلاقها من المهر (2) ="قنطارًا ".
* * *
= و "القنطار "المال الكثير. وقد ذكرنا فيما مضى اختلاف أهل التأويل في مبلغه، والصوابَ من القول في ذلك عندنا. (3)
* * *
="فلا تأخذوا منه شيئًا "، يقول:فلا تضرُّوا بهن إذا أردتم طلاقهن ليفتدين منكم بما آتيتموهن، كما:-
8912 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:"وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج "، طلاق امرأة مكان أخرى، فلا يحل له من مال المطلقة شيء وإن كثر.
8913 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
* * *
القول في تأويل قوله:أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20)
قال أبو جعفر:يعني بقوله تعالى ذكره:"أتأخذونه "، أتأخذون ما آتيتموهن من مهورهن ="بهتانا "، يقول:ظلمًا بغير حق ="وإثما مبينًا "، يعني:وإثمًا قد أبان أمرُ آخذه أنه بأخذه إياه لمن أخذَه منه ظالم. (4)
----------------
الهوامش:
(1) انظر تفسير"الاستبدال"فيما سلف 2:130 ، 494 / 7:527.
(2) انظر تفسير"الإيتاء"في فهارس اللغة ، فيما سلف.
(3) انظر تفسير"القنطار"فيما سلف 6:244-250.
(4) انظر تفسير"مبين"فيما سلف 3:300 / 4:258 / 7:370.