القول في تأويل قوله تعالى:وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)
قال أبو جعفر:يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:أعرض عن هؤلاء المشركين بالله, ودع عنك جدالهم وخصومتهم ومسابَّتهم =(ولو شاءالله ما أشركوا)، يقول:لو أراد ربُّك هدايتهم واستنقاذهم من ضلالتهم، للطف لهم بتوفيقه إياهم فلم يشركوا به شيئًا، ولآمنوا بك فاتبعوك وصدَّقوا ما جئتهم به من الحق من عند ربك =(وما جعلناك عليهم حفيظًا)، يقولُ جل ثناؤه:وإنما بعثتك إليهم رسولا مبلِّغًا, ولم نبعثك حافظًا عليهم ما هم عاملوه، تحصي ذلك عليهم, فإن ذلك إلينا دونك (39) =(وما أنت عليهم بوكيل)، يقول:ولست عليهم بقيِّم تقوم بأرزاقهم وأقواتهم ولا بحفظهم، فما لم يُجْعل إليك حفظه من أمرهم . (40)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
* ذكر من قال ذلك:
13737- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله:(ولو شاء الله ما أشركوا)، يقول سبحانه:لو شئتُ لجمعتهم على الهدى أجمعين .
------------------
الهوامش:
(39) انظر تفسير (( حفيظ )) فيما سلف ص:25 ، تعليق:1 ، والمراجع هناك .
(40) انظر تفسير (( وكيل )) فيما سلف ص:13 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك .