علاقة الآية بما قبلها : وبعد أن ضربَ اللهُ عز وجل مثل البصير والأعمى للمؤمن والكافر، ومثل النور والظلمات للإيمان والكفر؛ ضربَ هنا مثلين آخرين للحقِّ (الإيمانِ) والباطلِ (الكفرِ): فالأوَّلُ في بقائِه كالماءِ النَّازلِ من السماءِ فينفعُ الأرضَ، وكالمعدنِ الذي يُنْتفَعُ به، والثاني في فنائِه كرغوةِ السَّيلِ، والطَّافي فوقَ المعدنِ المُذابِ، قال تعالى:
﴿أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ﴾