علاقة الآية بما قبلها : ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أن علاجَ خداع الشيطان وغروره للإنسان، يتمثل في اتخاذه عدوًّا؛ بَيَّنَ سبحانه هنا أن علاج الغرور بالدنيا، والافتنان بها يكمُن في الركون إلى الله، والاعتزاز بجنابه، قال تعالى: ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ولَمَّا بَيَّنَ ما يُحصِّلُ العِزَّةَ مِن الحِكمةِ؛ بَيَّنَ ما يَكسِبُ الذِّلَّةَ، ويُوجِبُ النِّقمةَ مِن رَديءِ الهِمَّةِ، قال تعالى: ( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) ولَمَّا تَوعَّدهم اللهُ بالعذابِ الشَّديدِ على مَكرِهم؛ أنبَأَهم هنا أنَّ مَكرَهم لا يَرُوجُ، وأنَّ اللهَ سَيُبطِلُه، فلا يَنتفِعون منه في الدُّنيا، ويُضَرُّون بسَببِه في الآخرةِ، قال تعالى:
﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾