علاقة الآية بما قبلها : ولَمَّا ذكرَ اللهُ ما في الزُّروع وما لا ساقَ له من النِّعمة والقدرة، ودلَّ السِّياقُ فيه على الحصرِ؛ بَيَّنَ هنا أن المرادَ التعظيمُ لا الحصر الحقيقيُّ، بإظهار المنَّةِ في غيره مِن الأشجارِ الكبار والصغار ذاتِ الأقواتِ والفواكه، قال تعالى:( وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) ولَمَّا كانت الجنَّاتُ لا تَصلُحُ إلَّا بالماءِ، وكان مِن طَبعِ الماءِ الغَورُ في التُّرابِ، والرُّسوبُ بشِدَّةِ السَّرَيانِ إلى أسفَلَ؛ فكان فَوَرانُه إلى جِهةِ العُلُوِّ أمرًا باهِرًا للعَقلِ، لا يكونُ إلَّا بقَسرِ قاسرٍ حكيمٍ، قال تعالى:
﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ﴾