قوله تعالى : { ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ } إلى قوله : { فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي } . يقال إن الذي اقتضى طلبه للأخ من أبيهم مفاوضته لهم بالسؤال عن أخبارهم ، فلما ذكروا إيثار أبيهم له عليهم بمحبته إياه مع حكمته أظهر أنه يحبّ أن يراه وأن نفسه متطلعةٌ إلى علم السبب في ذلك ، وكان غَرَضُهُ في ذلك التوصل إلى حصوله عنده ؛ وكان قد خاف أن يكتموا أباه أمره إن ظهر لهم أنه يوسف وأن يتوصلوا إلى أن يحولوا بينه وبين الاجتماع معه ومع أخيه ، فأجرى تدبيره على تدريج لئلا يهجم عليهم ما يشتد اضطرابهم معه .