باب البكاء في الصلاة
قال الله تعالى : { وَيَخِرُّونَ للأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } ، ومثله قوله تعالى : { خروا سجداً وبكيّاً } [ مريم : 58 ] . وفيه الدلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يقطع الصلاة ؛ لأن الله تعالى قد مدحهم بالبكاء في السجود ولم يفرق بين سجود الصلاة وسجود التلاوة وسجدة الشكر . وروى سفيان بن عيينة قال : حدثنا إسماعيل بن محمد بن سعد قال : سمعت عبدالله بن شداد قال : سمعت نشيج عمر رضي الله عنه وإني لفي آخر الصفوف ، وقرأ في صلاة الصبح سورة يوسف حتى إذا بلغ { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } [ يوسف : 86 ] نشج . ولم ينكر عليه أحد من الصحابة وقد كانوا خلفه ، فصار إجماعاً . ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أنه كان يصلي ولصدره أَزِيزٌ كأزيز المرجل من البكاء " . وقوله تعالى : { وَيزيدهم خشوعاً } يعني به أن بكاءهم في حال السجود يزيدهم خشوعاً إلى خشوعهم ؛ وفيه الدلالة على أن مخافتهم لله تعالى حتى تؤديهم إلى البكاء داعيةٌ إلى طاعة الله وإخلاص العبادة على ما يجب من القيام بحقوق نعمه . والله الموفق .