/م67
والثامن : ما حكى الله عنهم في المراجعة الأخيرة : { وإنا إن شاء الله لمهتدون } لما قرنوا الخبر بمشيئة الله وُفِّقوا لترك المراجعة بعدها ولوجود ما أمروا به ، وقد روي أنهم لو لم يقولوا " إن شاء الله " لما اهتدوا لها أبدا ولدام الشر بينهم ، وكذلك قوله : { وما كادوا يفعلون } فأعلمنا الله ذلك لنطلب نجاح الأمور عند الإخبار عنها في المستقبل بذكر الاستثناء الذي هو مشيئة الله ، وقد نص الله تعالى لنا في غير هذا الموضع على الأمر به في قوله : { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله } ففيه استعانة بالله وتفويض الأمر إليه والاعتراف بقدرته ونفاذ مشيئته وأنه مالكه والمدبر له .