قوله تعالى : { وَمَا كَانَ لمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } فيه الدلالة على أن أوامر الله تعالى وأوامر رسوله على الوجوب ؛ لأنه قد نفى بالآية أن تكون لنا الخِيرَةُ في تَرْكِ أوامر الله وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو لم يكن على الوجوب لكنا مخيَّرين بين الترك والفعل ، وقد نفت الآية التخيير . وقوله تعالى : { ومَنْ يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ } في نسق ذِكْرِ الأوامر يدل على ذلك أيضاً وأن تارك الأمر عاصٍ لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
فقد انتظمت الآية الدلالة على وجوب أوامر الله وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم من وجهين ، أحدهما : أنها نفت التخيير معهما ، والثاني : أن تارك الأمر عاصٍ لله ورسوله .