قوله تعالى : { ونَادَى نُوحٌ رَبّهُ فَقَالَ رَبِّ إنَّ ابني مِنْ أَهْلي } ، الآية :[ 45 ] :
سمى ابنه من أهله ، وهذا يدل على أن من أوصى لأهله دخل تحته ابنه ، ومن تضمنه منزله وهو في عياله ، فدل قول نوح على ذلك ، وقال تعالى في آية أخرى : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعمَ المُجِيبُونَ ، وَنَجّينَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ{[1450]} } ، فسمى جميع من تضمنه منزله من أهله .
وقوله عليه السلام : إن ابني من أهلي : الذين وعدتني أن تنجيهم ، فأخبر الله تعالى أنه ليس من أهلك الذي وعدت أن أنجيهم .
وقد قيل : إنه لم يكن ابنه حقيقة ، وظاهر القرآن يدل على خلافه{[1451]} .
وفيه دليل على أن حكم الاتفاق في الدين أقوى من النسب .