قوله تعالى : { فَقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أبْناءَنا وأبْناءَكُم{[590]} } [ 61 ] : واعلم أن في هذا دلالة على أن الحسن والحسين رضي الله عنهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أخذ بيد الحسن والحسين حين أراد حضور المباهلة ، وقال الله تعالى : { نَدْعُ أبناءَنا وأبْناءَكُم } ، ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم بنون غيرهما ، وقال للحسن : " إن ابني هذا سيد{[591]} " ، وقال فيه حين بال وهو صغير : " لا تزرموا ابني هذا{[592]} " وهما من ذريته أيضاً ، كما جعل الله عيسى من ذرية إبراهيم بقوله : { ومِن ذُرِّيّتِهِ داوُدَ وسُلَيْمانَ وأيَوبَ ويوسُفَ وموسَى وهارُون وكذلكَ نَجْزِي المُحْسِنينَ ، وزَكَرِيّا ويحيى وعيسى{[593]} } وإنما نسبته إليه من جهة أمه لأنه لا أب له .
وقال كثير من العلماء : إن هذا مخصوص بالحسن والحسين أن يسميا ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيرهما ، لقوله عليه السلام : " كل سببٍ يَنْقَطِعُ يومَ القِيامةِ إلاَّ سَبَبي ونَسي{[594]} " .
وقد قال بعض أصحابنا : فمن أوصى لولد فلان ، ولم يكن لصلبه ولد ، وله ولد ابن ، وولد ابنة ، أن الوصية لولد الابن دون ولد الابنة ، وهو قول الشافعي{[595]} ، وإلا فإذا استولد الهاشمي جارية حبشية كان الولد متشرفاً بأبيه .