قوله تعالى : { قُلْ لِلْمُخَلّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إلَى قَوْمٍ أُولي بَأْسٍ شدِيدٍ } ، الآية :[ 16 ] : المراد به : فارس والروم{[1626]} ، وقيل : المراد به بني حنيفة .
وفيه دلالة على صحة إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، لأن أبا بكر دعاهم إلى قتال فارس والروم ، ولزمهم بذلك إتباع طاعة من يدعوهم إليه .
قوله تعالى : { تُقاتِلُونَهُم أَوْ يُسْلِمُونَ فإنْ تُطِيعُوا يُؤتِكُم اللهُ أَجْراً حَسَناً وإنْ تَتوَلّوا كَمَا تَوَلّيْتُم مِنْ قَبْل يُعَذِبكُم عَذَاباً أَلِيماً } الآية :[ 16 ] : أوعدهم على التخلف عن دعاء من دعاهم إلى قتال هؤلاء ، فدل ذلك على صحة إمامتهما ، إذ كان المتولى عن طاعتهما مستحقاً للعذاب ، ولا يجوز أن يكون الداعي لهم هوازن وثقيف يوم حنين ، لأنه يمتنع أن يكون الداعي لهم الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأنه قال : { فقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوّا{[1627]} } ، فدل أن المراد بالدعاء غير الرسول عليه الصلاة والسلام ، ومعلوم أنه لم يدع هؤلاء القوم بعد النبي عليه الصلاة والسلام إلا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .