قوله تعالى : { إنّ الّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَموَالِهِمْ وأنفُسِهِم في سَبِيلِ اللهِ } ، الآية :[ 72 ] :
يدل قوله : { والّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِن وَلاَيَتِهِم مِنْ شَيءٍ{[1363]} } : على وجوب الهجرة ، إلا أنها كانت واجبة في وقت ، وقد زال ذلك الوجوب بالفتح لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا هجرة بعد الفتح{[1364]} ،
وإنما كانت واجبة للخوف من الكفار ، والخوف من الافتتان ، ولتقوية الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكل ذلك زال بالفتح .
ويحتمل أن يكون المراد بالولاية الوراثة ، لأنهم كانوا من قبل يتوارثون بالإسلام والهجرة ، ونسخ ذلك بقوله تعالى : { وأُولُوا الأَرْحَامِ بَعضُهُم أَوْلَى بِبَعضٍ في كِتَابِ اللهِ } ، ويحتمل أن تكون الموالاة في الدين .
وقوله تعالى : { مَا لَكُم مِنْ وَلاَيَتِهِم مِنْ شَيءٍ } : يدل على أن من ترك الهجرة ، فقد خرج عن أن يكون ولياً لسائر المؤمنين ، إلا أنه لو خرج عن الدين لما قال الله تعالى : { وإن اسْتَنْصَرُوكُم في الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النّصرُ{[1365]} } .
قوله تعالى : { والّذِينَ كَفَرُوا بَعضُهُم أَوْلِيَاءُ بَعضٍ{[1366]} } : يدل على أنه أراد به الولاية في الدين ، لأنه تعالى قال : { إلاّ تَفعَلُوهُ تَكُنْ فِتنَةٌ في الأَرَْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ{[1367]} } .